لقد انتشرت العزوبة، فكثر العزاب، وكثرت العوانس وقلَّ النسل، فما أسباب ذلك؟!! هل أصبح الزواج عادة من العادات التي يحاول الناس أن يقلعوا عنها؛ لأنها عادة قديمة تركها لنا الآباء والأجداد؟!
يقول العُزَّاب: إن غلاء المهور والتكاليف إلى جانب ارتفاع أثمان الحاجات المعيشية نفرتهم من الزواج، ويقولون: إن فتاة اليوم تجهل كل شيء من شؤون الزواج، والمنزل والأولاد.
وتدعي بعض الفتيات أن هناك غرضًا للرجل من وراء الزواج بها، أنه يريد شرفًا يفتقر إليه.
وبين كل هذه الكلمات والحوادث المؤلمات، نبحث عن الحب فلا نجده، فأين هو؟!
يقولون: إن الحب هو رغبة الرجل في المرأة، ويقولون إنه اتحاد بين الشكلين المتماثلين المتشابهين.
ونحن نقول لا - والكلام للأستاذ محمد بن عبدالعزيز الصدر في كتابه (فن الزواج) المعرَّب عن الانجليزية - ذلك أن قانون العلاقات النسبية يقول: إن الحب ليس هذا ولا ذاك، ولكنه رغبة التكامل، هو حنين الناقص من الأجزاء إلى متمماتها.
ذلك معناه أن الرجل ينقصه أشياء يجدها عند المرأة، والمرأة تنقصها أشياء تجدها عند الرجل.
إن قانون الوراثة يثبت أن الأب يورث ابنته أخلاقًا هي أقرب إلى أخلاق الرجل، وأن الأم تورث ابنها أخلاقًا هي من بعض أخلاق النساء.
إن الحياة في حاجة إلى أخلاق الرجال مضافًا إليها أخلاق النساء، وهي بمجموعها الأداة الصالحة للعمل.
الحب عند الرجل يختلف عما عند المرأة، فعند المرأة يكون دليلها إلى الحب رغبتها في اختيار الأب أب لأولادها، أقوى في نفسها، من رغبتها في اختيار حبيب فحسب، بينما يندفع الرجل إلى المرأة مسوقًا بجمالها، ودقة خصرها، وكحل عينها ودعجهما.
إن منظر المرأة ومظهرها يحركان في الرجل شهوة الحب ويطمعانه فيها، ومن حُسْن حظ المرأة أن الرجل لم يحدِّد الجمال الذي يرتضيه فيها، فهو في جملته مختلف باختلاف أذواق الرجال، فبعضهم يرضيه انسدال الشعر وسواده وانسجامه، وبعضهم ترضيه العيون وما فيها من كحل ودعج.
بعض الرجال والكثيرات من النساء يسوءُهم مطلب الرجل من النساء من أنه يهرع إلى جمال الوجه، ولا يفكر في حُسْن النفوس، والرجال منذ القديم يأخذ بعقولهم جمال النساء.
إذًا: على المرأة أن تفكر في جعل حب الرجل روحيًّا يطلب غرضًا أسمى.