حنيت لرمضان العزوبيةبقلم أميرما هو الأجمل طعما، المانجو أم التفاح؟ الكنافة أم البسبوسة؟ الجواب قد
يختلف حسب كل شخص، لكن كلنا نتفق على أن الخيارين طعمهم حلو، المانجو
والتفاح من أجمل الفواكه، الكنافة والبسبوسة من أحلى الحلويات الشرقية، لأن
ببساطة لكل شيء مميزاته، هكذا أشعر مع أول رمضان أقضيه مع زوجتي، لرمضان
معها حلاوة خاصة، لكن لرمضان العزوبية حلاوته التي أفتقدها أيضا.
أعود
لبيتي بعد يوم العمل وزحام الطريق محملا بالشوق إليها وإلى الطعام بالطبع،
قبل أن أنام ساعة قبل الإفطار أتعمد إغاظتها وممازحتها وهي تعد إفطارنا،
ونفطر سويا مع بعض النكات على قطعة لحم مطهوة زيادة عن اللزوم أو ملعقة رز
زائدة الملح، نشاهد التلفاز سويا، وسط معارك متقطعة لزوجتي مع غسل الأطباق،
حتى صلاة التراويح لها طعم آخر حينما أذهب بزوجتي إلى المسجد القريب منا،
وأنتظرها بعيدا عقب الصلاة أمام مخرج السيدات، أو حينما نقرر صلاتها سويا
في منزلنا، لكن.
رمضان أيام العزوبية كان حكاية أخرى، بعض الرجال قد
يعرفون ما أتحدث عنه، إنها هذه البلطجة حينما تصحوا متأخرا عن موعد
استيقاظك اليومي لعدوم وجود من يلح على رأسك لتفتح عينيك في موعدها، كنت
أعود من العمل لأعلن عودتي في منزل أبي "عاملين ايه على الفطار النهاردة يا
حاجة" فترد أمي ضاحكة "وكأن هناك شيئا ترفض أكله" الحق علي أن معدتي
متسامحة وتأكل كل ما يقدم إليها، كنت أدخل أطمأن على خط إنتاج الإفطار
وأذهب للسرير قرير العين، أنام حتى مدفع الإفطار.
آكل ما أقدر عليه
وأستلقي على الأريكة متابعا ما تسنى لي من البرامج قبل سماع الصفير المعتاد
للأصدقاء في الشارع، "يلا يا أمير علشان التراويح"، بالطبع لم يأذن للعشاء
بعد، ولكن رحلتنا للمسجد طويلة، فنحن نمر على بيت كل واحد من عصبتنا
وننادي عليه ونبدأ في تبادل الحكايات اليومية والنكات، بعد الصلاة نعيد
الكرة، لكن على أحد مقاهي المنطقة التي عهدتنا من أيام المراهقة.
تظل
أكواب التمر والسوبيا والكركديه وغيرها من الأكواب الرمضانية تتراوح بين
أيدينا على وقع أصوات أوراق الدومينو المتلاحقة على الطاولة.
قبل انتصاف
الليل ننطلق إلى بيوتنا للاستعداد لتقمص دور ميسي ورونالدو في دورة كرة
القدم الرمضانية، نلهو ونلعب سويا، نضحك كثيرا ونخرج بعدها إلى عربة الفول
لنأكل سحورنا ونصلي الفجر معا ونعود نسابق الوقت لننام ساعتين قبل أعمالنا.
يا
الله... أفتقد هذه الأيام، وذكرتني بها الليلتان اللتان ذهبت فيهما إلى
المقهى بعد واقعة حرق الإفطار، قلت لنفسي لماذا لا أمسك بالعصا من المنتصف،
سأقضي اليوم مع زوجتي وأمضي معها أغلب الأوقات، ولكني سأخصص بعض الأوقات
للأصدقاء، تناول السحور أو الإفطار يوما ما مع بعضهم لن يضر، بل قد يمنح
زوجتي الفرصة لفعل المثل، فقد تكون اشتاقت إلى أيام الشباب مثلي.
ماذا عنكم؟ لمن لم يتزوج منكم هل لرمضان تقاليد خاصة مع الأصدقاء؟ ولمن تزوج منكم هل يوجد ما تفتقدونه في رمضان العزوبية