الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد ...
فيقول الشيخ الفاضل المجاهد محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى:
"إن باب الصيام، باب عظيم، تتهذب به الأخلاق، وتروض به النفوس. تطيب الأخلاق؛ وذلك لقرب القلوب من ربها تبارك وتعالى، وتروض النفوس؛ وذلك لقربها من ربها تبارك وتعالى، فتجد القول الحسن والقول الجميل والقول الصالح والقول الطيب هو الذي يظهر على ألسن الناس وهذا هو الذي أرشد إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بقوله: (إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ) والصيام وإن كان سرًا إلا إنه يشرع هنا أن يخبر؛ حتى يقطع الطريق على إبليس ويقطع الطريق على الناس الذين ربما استفزوه أو أرادوا استفزازه بأنه جبان لا يستطيع أخذ حقه فشرع له النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أن يخبر بعبادته هنا أن الذي يمنعه هو خوفه من الله تبارك وتعالى وأنه عابد لله في هذه الأوقات، ويحب أن يؤدي العبادة على أكمل وجه، والسب والشتم والفسوق والصخب والرفث وقول الزور هيا مما يجرح صومه؛ وذلك لأن الصوم جُنَّة يتقى بها عند الله يوم القيامة والعاقل يحافظ على الجُنَّة التي يتقي بها فلا يخرقها ولا يمزقها ولا يكسرها بل يحافظ عليها لينتفع بها في الدفع عن نفسه فهكذا الصيام، الصيام جُنّة فالمسلم يحافظ على هذه الجُنَّة. فاحرصوا ـ وفقني الله وإياكم ـ على تذكر ذلك."
مقتبس من محاضرة (رمضان شهر الاجتهاد في الطاعات) لسماعها أو قراءة تفريغها على موقع ميراث الأنبياء