يومك هو مفتاح سعادك وهذا ما سوف تتعرف عليه هنا ، جرب هذه الرحلة عبر يومك ساعة بساعة وسوف تكتشف ان التركيز على اليوم هو سر سعادتك وان يومك مليئ بالهدايا الرائعة من السعادة التي نغفل عنها عندما لا نعطيه القدر الكافي من التركيز
: لنبدأ يومنا بداية صحيحة
بمجرد أن نفتح أعيننا لنتذكر قول الله تعالى : ” الله يتوفى الأنفس حين موتها و التي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت و يرسل الأخرى إلى أجل مسمى ” ، فاستيقاظنا من النوم نعمة تستحق أن نشكر الله تعالى عليها فلنردد: ” الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا و إليه النشور ”
ألا تحس معي بنعمة الله و فضله علينا ، نعم يا أعزائي ، الله تعالى يحبنا لذا أعطانا من العمر ما يتسع للمزيد من العمل ، فهيا لننطلق و لنبدأ يوما حافلاً ، يدل على مدى امتنانا لله على نعمه العظيمة ..
صلاة الفجر في وقتها ، أذكار الصباح ، تجديد النية بأن نكون من عباد الله الصالحين - هل جربت أن يكون يومك لله”- ! كل هذه مجموعة من الأفكار التي تساعدك بإذن الله على بداية صحيحة ليومك ، كيف لا .. و نحن بدأنا يومنا بشكر الله ؟
عبر عن مشاعرك
أشعر بالامتنان لله ولمن حولك ، وعبر لهم عن امتنانك ، و إن أحسست بالعتب على أحد فعاتبه برقة أو سامحه ، لكن أحذر أن تكون مثل تلك المرأة التي أزعجها تأخر زوجها المتكرر ليلاً في عمله ، و وصوله بعد نوم الأولاد و بعد أن يبرد العشاء ، فقررت زوجته أن تعبر عن مشاعرها ، فما أن دخل من الباب في أحد الأيام حتى انفجرت في وجهه تلومه و توبخه ، فما كان منه إلا أن قال غاضباً : و هل نسيتي أنني أعمل من أجلكم ! أنت امرأة لا تقدرين تعبي و وووو … و قائمة طويلة من اللوم أطلقها مدفع غضبه و الذي أشعلت فتيلته تلك الزوجة التي لم تحسن التعبير عن مشاعرها
إذن لنحسن التعبير عن مشاعرنا ، و لو أن تلك المرأة لبست من أحسن ما لديها ، و هيأت لزوجها عشاء فاخراً ، ثم قالت له بلطف : ليتني أتمكن من مساعدتك في عملك كي أخفف من ضغوطه و تتمكن من العودة للبيت مبكراً .. حينها ماذا سيكون رد ذلك الزوج !! حتماً سيكون : ” كم أنت زوجة متفهمة ، أنا سعيد أنك زوجتي ، و بإذن الله سأحاول أن أضع حداً لهذا التأخير
و بالتالي سيمضي اليوم و هي في أسعد حال ، فقد كسبت ما كانت تريده و بأحسن طريقة ممكنة .. ألا تتفقوا معي في ذلك ؟
التعبير عن المشاعر يعطينا راحة و ثقة بالنفس ، و يحررنا من ضغوط الكبت و آثارها المتراكمة
هل هناك مشكلة حقاً ؟
لن يكون يومك ورديا بلا مشاكل .. هذه حقيقة لا يمكن تجنبها .. لكن المعيار هو كيف تتعامل مع هذه المشاكل ، و هل تستحق هذه المشاكل أن تنفجر غاضب من أجلها فتخسر من تحب ، أو تضطر للاعتذار
إذا استثارك موقف فتمهل قبل أن ينفلت زمام أعصابك من بين يديك ، و تأمل هل هذا الأمر يمثل مشكلة حقاً ، فلو أن أختك الصغيرة أرادت أن تأخذ منديلاً من على طاولتك فاصطدمت يداها بالقهوة التي اسكبت على ملابسك فلوثتها ، هل تعتبر هذا الموقف مثيراً للغضب ؟
هل تعتقد أن تصرف هذه الطفلة كان عمدا ؟
هل تعتقد أنه مؤشر على انحرافها في المستقبل ؟
هل تعتقد أن هناك وسيلة أخرى لعلاج هذا الأمر بطريقة تختلف عن العنف والصراخ ؟
لو أنك أظهرت ألمك من انسكاب القهوة و قلت لاختك ” هداك الله ، انتبهي ياحبيبتي ” فستجد أنها تهرع لإحضار منشفة و تعتذر لك بكل براءة الطفولة ، وربما تبكي بين يديك و هي تحس بتأنيب ضميرها على خطأ لم تقصده ، و بالتالي تكون قد نميت لديها يقظة الضمير و الاعتذار و حسن التصرف ، فيكون هذا الموقف فرصة للتعليمها و ليس مشكلة بحد ذاتها
لنحتفظ بقائمة الإنجازات و الأهداف
قائمة الإنجازات هي قائمة تحتوي على مختصر إنجازاتك السعيدة في حياتك ، و هي قائمة قابلة للاضافة كلما تجددت إنجازاتك ، وانجازات ليست تعني انك بنيت برجا أو شيدت صرحا عظيما سجله التاريخ لك فكل منا بلديه انجازات شخصية يومية واسبوعية وشهرية وموسمية وسنوية وهكذا ، سجل فيها أنك في يوم من الأيام أصلحت بين متخاصمين ، سجل فيها أنك كنت سببا في ابتسامة شخص ما ، سجل فيها الأنشطة الناجحة التي قمت بها و الأحداث السعيدة التي كنت سببا في صناعتها، هدية ادخلت بها السرور على قلب شخص ، فروضك وعباداتك وصيامك وقيامك وصدقاتك وزكاتك ، شهاداتك وانجازتك الدراسية والتنموية ، شهادات الشكر والتقدير التي قد تحصلين عليها وهكذا …
وجود هذه القائمة في حياتنا يجعلنا نتذكر إنجازاتنا فتزداد ثقتنا و إيجابيتنا ، خصوصاً في الفترات التي نمر فيها بإحباطات و ضغوطات
لكن هل يعني هذا أن نعيش على الأطلال ، نتذكر الماضي فحسب ؟
بالطبع لا ، ففي الجهة الأخرى من الورقة او الدفتر سنكتب أهدافنا في الحياة ، و التي ستكون بوصلة توجه حماسنا و دافعيتنا إلى الاتجاه الذي اخترناه ليكون طموحاً نرنو إلى وصوله، اكتبي اهداف قصيرة المد واهداف طويلة المدى
إبدأ يومك بداية صحيحة
أحسن التعبير عن مشاعرك
تأمل .. هل هناك مشكلة حقاً
راجع قائمة إنجازاتك و أهدافك
هذه مجموعة من المفاتيح المجربة و التي ستساعدك بإذن الله لفتح أبواب يوم حافل بالإنجاز و الثقة و السعادة
دعواتي لكم بأحلى و أسعد الأيام
