الحلقة الأولى من يوميات هي وهو...عزومة أول يوم

كل رمضان وأنتم طيبين، وينعاد عليكم بصحة
وعافية، وعساكم بالعوادة، إنه اليوم الأول في رمضان، ذلك اليوم المقدس لدى
أغلب عائلات المسلمين، تجتمع حول مائد الافطار العامرة بشتى الاصناف،
والروائح المغرية تتنافس في الشوارع للفوز بأنوف الصائمين وتعذيبهم، وبغض
النظر عن كل ما سبق، هذا اليوم مختلف تماما بالنسبة لي هذا العام عما قبله.

أتعرفون سر الاختلاف؟ حسنا أنه أول رمضان يمر
علي في القفص، قفص الزوجية يعني، ما يعني أني وشريكتي في القفص، أي زوجتي
صرنا عائلة، وككل العائلات من حقنا أن نستقبل رمضان بطريقتنا، وتقاليدنا
التي نضعها معا لأول مرة، ولكن هذا معناه كسر عادات وتقاليد عائلتين،
فعائلتي ستتناول أول إفطار رمضاني هذا العام من دوني، وكذلك عائلة زوجتي...
حسنا الأمر ليس قاصرا علي الآن، هناك ثلاثة أطراف أدخلهم في المعادلة،
لأبدأ بأقربهم إلي، شريكتي في القفص.

التحضير لأي معركة هو سر الفوز بها، لذا قررت
التحضير جيدا لإقناع شريكتي بوجهة نظري، أخذت أتحدث إليها عن ذكرياتها مع
رمضان، ولم يدهشني أن عائلتها تحرص على التجمع في أول أيام رمضان مثل
عائلتي، أخذت أداعب ذاكرتها وطرحت سؤالا بريئا، ترى ماذا كان إحساس آبائنا
وهم يعدون أول إفطار رمضاني في بيتهم، بالتأكيد الأمر كان مميزا لهم، إذن
لم لا نجربه نحن أيضا، وهكذا وجدت زوجتي الحبيبة نفسها مقتنعة أو موافقة عن
غير اقتناع على فكرتي، سنتناول إفطارنا الرمضاني الأول في بيتنا.

ماذا عن العائلتين، والدي الصعيدي المتمسك
بتقاليد بيت العائلة و"اللمة"، ووالدة زوجتي المتمسكة بوجود ابنتها التي لم
تغب عن مطبخها يوما وهي تساعدها في إعداد إفطار اليوم الأول (هكذا أخبرتني
زوجتي والله أعلم)، الأمر بالنسبة لي في منتهى البساطة، ولكن بالنسبة لهم
كيف سأقدم الأمر؟

طرحت الإشكال على شريكتي التي قدمت دليلا حيا
على آية "إن كيدكن عظيم" الأمر بسيط، سنطرح على كل طرف مطالب الآخر، أخبر
أهلي أن أهل زوجتي ينتظرون حضورها على مائدتهم كعادتهم كل سنة، وزوجتي تخبر
أهلها برغبة أهلي المماثلة، العائلتان ستقعان في حيرة، هل نتمسك بوجود
ابننا أو بنتنا حتى لو يعني هذا ابتعاد الزوجين الحديثين عن بعضهما في أول
إفطار رمضاني، أم نتنازل عن وجود العروسين مقابل فوز أصهارنا الأعداء
بالوليمة كلها؟

ماذا عن جمع الجميع؟ بمعنى أن نستمتع أنا
وزوجتي بإحساس البيت الجديد المفتوح في رمضان ونتناول إفطارنا الأول في
بيتنا، ومعنا عائلتنا وعائلة زوجتي، الأمر بسيط، بدلا من ثلاث ولائم ستكون
وليمة واحدة، وبدلا من عزومتين لعائلتي وحدها وعائلة زوجتي وحدها، سنجعلها
عزومة واحدة (قال يعني أوفر)، وبالنسبة لوالدي سعادته بالتفاخر أمام
العائلة وأصهاره ببيت أبنه المفتوح للجميع ستحل محل سعادته الذاتية بجمعنا
على مائدته، أما أهل زوجتي فسيتباهون أمام مهارة أبنتهن في إعداد وليمة، أو
هذا ما وعدتني به زوجتي،

الكرة في ملعبها هي الآن، وربنا يستر