لبس العيد بعد العيد!بقلم بسمةبضعة أيام تفصلنا عن عيد الفطر المبارك
وسأسمع أم كلثوم تغني في التلفزيون "يا
ليلة العيد أنستينا وجددتي الآمال فينا يا ليلة العيد". يالفرحتي، إذا حان
الوقت لشراء ملابس العيد.
قبل أن أتزوج، كنت أخرج مع صديقاتي أو أختي العزيزة لشراء ملابس جديدة تليق بفرحة
العيد، لكن الأمر مختلف هذا العام، فأمير سيصطحبني، لذا ففرحتي ستكون فرحتان، فرحة
أول مرة سيذهب معي فيها لشراء ملابس العيد، وفرحة الملابس الجديدة طبعا.
ذهبت لأمير الذي كان يقرأ الصحيفة في غرفة المعيشة، وسألته وعلى وجهي ابتسامة
عريضة: "متى سنذهب لشراء ملابس العيد؟"، لكن زوجي العزيز رد بكلمة واحدة: "لا"،
لم أفهم، فقلت: "لا ماذا؟ ألم تسمعني؟ أسألك عن موعد شراء ملابس العيد"،
قال ببساطة: "سمعتك، أقول لا لن نذهب"، واكمل قراءة جريدته.
طبعا اشتطت غضبا، لا أحب أبدا أن يقال لي "لا" وكفى، تثير أعصابي تلك
الكلمة، هناك طرقا أكثر لطفا لرفض طلبا ما، بالإضافة لضرورة ذكر أسباب الرفض على
الفور، أما "لا" والسكوت فلا وألف لا.
أزحت
الجريدة من أمامه وأنا أقول: "ماذا تعني بلا؟"، رد وقد لاحظ احتداد نبرة
صوتي: "لست معترضا على مبدأ شراء الملابس، لكن أنا معترض على التوقيت، يمكننا
الذهاب لشراءها بعد العيد". يا سلام، هكذا؟ كيف نشتري ملابس العيد "بعد
العيد"؟ ما الفائدة؟
"لا أريدها بعد العيد، أريد أن ارتدي ملابس جديدة في العيد"
"عزيزتي لكن أنت لديك الكثير من الملابس الجميلة"
"أمييير، لكنها ليست ملابس العيد! ما بك؟ ألم تعتد شراء ملابس كل عيد؟"،
رد قائلا أن والدته اعتادت شراء ملابس جديدة كل عيد لكن كان ذلك عندما كان هو صغيرا،
أما عندما دخل المرحلة الثانوية فقد كف عن تلك العادة.
اه، ها هو يلمح إلى أني طفلة كبيرة، أصر على أشياء يتمسك بها الأطفال فقط. حسنا،
ما المشكلة في ذلك؟ المهم أنها أشياء تفرحني، لا يهم إن كانت أشياء للكبار أو
الصغار.
وقبل أن أرد عليه، اكتشفت أن وقت الفجر قد اقترب، فقمت وذهبت لأحضر وجبة السحور،
وضعت الطعام على المائدة وهممت بالإنصراف، فقال أمير متسائلا: "أين ستذهبين؟
ألن تتسحري؟"، قلت وأنا أخذ قطنا ميشو، الذي كان يلعب بخيط ما، في يدي وأسير خارج الغرفة: "لا
أريد"، فرد مازحا وقد فطن لغضبي عليه: "ولم تأخذين ميشو؟ أعيديه لألعب
معه قليلا".
قلت: "سأعيده لك "بعد العيد"".