أنا وميشوبقلم أميركنت أحدثكم عن الأصدقاء
وذكرياتي معهم في رمضان قبل الزواج، بالتأكيد لزوجتي ذكريات هي الأخرى مع
صديقاتها، يا ترى هل تفتقدهم مثلما أفتقد رفاق الأمس؟ الإجابة جاءت أسرع
مما أظن وأوضح من أن أسأل عنها نفسي.
زوجتي العزيزة بكل هدوء وذوق
سألتني عن رأيي في تناول الإفطار مع أصدقائي، تعجبت من توارد خواطرنا، ثم
ما لبست أن عرفت أنها لا تفكر في خروجي مع أصدقائي، ولكنها تحتاج لاستعادة أوقاتها مع أصدقاءها، حسنا ليس لدي مانع.
قلتها
لزوجتي وطمأنتها علي، لا تقلقي سأذهب لتناول الطعام مع أهلي، اشتقت قليلا
لطعام أمي، ولسبب لا أعلمه وجدت زوجتي وقد ارتبكت وقالت لا.
تعجبت، لكن
ردها فاق حسن ظني، فهي لا تريد أن تظن أمي أنها لا تريد المجيئ معي إلى
المنزل، وطلبت مني الانتظار لنزورهم سويا، يا الله ما أطيبها، حسنا سأنتظر.
زادت
زوجتي من طيبتها ووعدتني بإعداد الفطور قبل خروجها لملاقاة صديقاتها، وقبل
أن أرد وماذا عن ميشو، طمانتني بأنها ستعد طعام ميشو كذلك ولن أقلق على
معدته ولا على معدتي.
عدت لأول يوم رمضاني إلى بيتنا ولم أجد زوجتي،
ابتسمت وأنا أدعو "الله لا يغيبك" ودخلت بعدها إلى المطبخ لأطمئن على مائدة
الإفطار، وكانت المفاجأة.
قطنا العزيز ميشو، عاث في الأطباق فسادا
ووجدت آثار قوائمه الصغيرة على الأرض ملطخة بصلصة المعكرونة الحمراء، ووجدت
قطع اللحم وقد تحولت إلى أشلاء، وطبق السلاطة وقد غطى فروه الكثيف وهو
ينظر إلى في ذهول.
كظمت غيظي، فزوجتي فعلت ما عليها ويزيد، وقطنا بلا
عقل ألومه عليه... حسنا إنه نصيبي، سآكل شيئا باردا من الثلاجة، أو أجرب
الطبخ بقلي بيضتين.
مع آذان المغرب وأنا أتناول تمراتي الثلاث وجدت
هاتفي يرن بنغمته المتميزة لزوجتي، كانت تسألني عن الطعام وكيف وجدته،
وأخبرتها ضاحكا بما فعله ميشو، فما كان منها إلا الإمعان في الطيبة... تركت
صديقاتها وجائتني مسرعة بوجبتين لنا... هذه الزوجة تستحق مكافأة خاصة.
لنرى ما يمكنني فعله.