وجنت على نفسها براقشبقلم بسمةكنا نتناول وجبة
السحور عندما قلت لزوجي إني لا أريد أن أطبخ في الغد، واقترحت أن نتناول إفطارنا
في أحد المطاعم، أو نلجأ للدليفري، فسأل زوجي عن السبب قلت أني مللت من الطبخ كل
يوم وأني أريد يوم واحد راحة، لكن زوجي رد قائلا: "وما الصعوبة في الطبخ
أصلا، ليس متعبا إلى هذا الحد"، قلت بدون أن أرفع نظري إليه: "لم أقل
صعبا، قلت أريد يوم راحة"، عندها قال: "حسنا سأطبخ أنا غدا"..
لوهلة لم استوعب ما قال، لكن ما أن تأكدت مما سمعت حتى انفجرت في الضحك.
قال زوجي: "ما المضحك في الموضوع؟ سترين غدا بنفسك وجبة رائعة وسأريك سهولة
الطبخ ، كما أني أريد أن أعوضك عن خروجتك مع صديقاتك التي
أفسدها عليك قطنا ميشو".
كنت أعرف أن زوجي لا يجيد الطبخ، لكن لا بأس ها قد حصلت على يوم راحة وسأرى ما
سيفعله.
عدت من عملي في اليوم التالي لأجد أن زوجي سبقني في العودة للمنزل، سألته مستغربة:
"ماذا حدث؟ لم عدت باكرا؟"، رد وهو يحمل كتابا ضخما: "حتى أعطي
الطبخ حقه، سأعد لك صينية بطاطس باللحم وأفكر بصنع الحلى أيضا".
قلت ضاحكة: "وحلى أيضا، يا لحظي السعيد، وما هذا الكتاب الذي تحمله؟"،
رد مسرعا: "لا شئ، مجرد كتاب جديد، اذهبي أنت للنوم الآن وسأوقظك على
الإفطار".
ابتسمت وعرفت أنه كتاب للطبخ، وخرجت وأن اتمنى ألا نضطر للإفطار في أخر الأمر على
الخبر والجبن.
استيقظت قبل آذان
المغرب بساعة على رائحة شياط، فهرعت إلى المطبخ، لأجد زوجي يقف مرتبكا وسط الدخان
ولأجد مطبخي العزيز وكأن إعصارا قد مر عليه، عشرات الأطباق المتسخة وأواني محترقة
وأرض زلقة. نظرت إلى زوجي متسائلة فقال: "التزمت بكل الخطوات في الكتاب لكن
لست أفهم أين وقع الخطأ، البطاطس أصبحت كالحجارة أو أشد، أما اللحم فلا تسألي".
عقدت ذراعي مبتسمة
وقلت: "عجبا، من بالأمس كان يخبرني أن الأمر سهلا؟"، فرد زوجي قائلا:
"حسنا أنا مخطئ، لكن ماذا سنفعل الآن؟ هل نتصل بأحد محال توصيل الطعام إلى
المنزل". قلت له أن لا بأس وأني سأطبخ، فرد متعجبا: "هل ستطبخين لنا
الطعام في ساعة واحدة وأنا في المطبخ منذ خمس ساعات ولم أصنع شيئا!"
ضحكت وقلت: "سر الصنعة، لكني سأفعل ذلك بشرط واحد، وهو أن تغسل جميع الأطباق
بعد الإفطار وتعيد لي مطبخي كما كان".
بالطبع وافق زوجي الحبيب على شرطي، إذ لم يكن لديه خيار آخر، أليس كذلك؟