أولمبياد العزومات الرمضانيةبقلم أميرفليذكرني أحدكم رجاء بماذا
يتمتيز شهر رمضان عن غيره من الشهور؟ أليس هذا هو شهر القرآن؟ شهر الصيام؟ شهر العبادات
والتقرب إلى الله؟ لماذا تحول إلى شهر ضرب ميزانية البيت السنوية؟ متى تحول إلى عبء
يجعل الأسر تخشى قدومه لا تتطلع إليه.
هل تعلمون أصدقائي أنه
وفقا للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري فأن نحو 40% من متوسط دخل الأسرة المصرية
طوال العام يذهب لرمضان فقط، وقدرت الدراسة المنشورة في شهر يوليو ما ينفقه المصريون
بنحو 45 مليار جنيه على طعام رمضان، وأن نحو 60% من هذا الطعام ينتهي في صناديق القمامة،
وهل تعرفون أن الأسر السعودية يصل استهلاكها في رمضان إلى 80 مليار ريال، هذا الرقم
يمثل 30% من استهلاك السوق السعودي في العام كله.
بالطبع هذه الظاهرة العربية
لم تكن بعيدة عن بيتنا الصغير، قبل رمضان وجدت بسمة تقدم لي في هدوء قائمة طووووووويلة
وسبقتها فقط بكلمة "طلبات رمضان" اسقط في يدي، تعودنا منذ زواجنا على شراء
حاجاتنا شهريا، وبت أعرف بالتقريب ما يحتاجه البيت طوال الشهر، وهذه القائمة تساوي
احتياجات ثلاثة أشهر على الأقل، بدل 20 صنفا وجدت أكثر من 60 صنفا.
جن جنوني، أخذت أذكرها
بأطفال الصومال، وببنك الطعام الذي يحتاج لهذه الأصناف أكثر منا، أغريتها حتى برحلتنا
المتفق عليها إلى الإسكندرية عقب رمضان فميزانية كهذه ستؤثر على كل خططنا، وقد لا نتمكن
من الاستمتاع بإجازتنا، لكنها ردت بأن هذه هي عادة رمضان، وأن بيتنا لا يمكن أن يقل
عن غيرنا من البيوت، ويجب أن نستعد لأولمبياد العزومات جيدا.
حقا أنا لا أفهم ما الفكرة
في تعديد الأصناف على المائدة، فالأهم في الولائم هو اجتماع الأهل والأصدقاء وليس الطعام،
ولكن المشكلة أني لم أجد من يؤيدني في هذا، فبيتا أهلي وأهلها يتعاملان مع رمضان باعتباره
مهرجان تسوق وليس مهرجان عبادة، ولكي لا أظهر في دور "البخيل وأنا" قبلت
صاغرا الميزانية المتضخمة.
ولكن المشكلة أننا وبعد
أن انتصف رمضان أجد زوجتي تطلب مددا أكبر للميزانية، فما رأيكم أنتم؟